كيف يعمل التلسكوب ؟؟
منذ القدم والإنسان يطالع النجوم والأقمار ، ويصنع حولها الخرافات والأوهام ، فما بين شاطح في التفسير أو غائر في التفكير أو حتى متغنى في الأشعار أو عابد في الأسفار .. ومهما كانت الأفكار ؛ فإن الإنسان لا يتوقف عن الأحلام والرغبة في المعرفة واستمرار إماطة الأكنّة عن المجهول .. فبحث عن وسائل تحقق له النظر في هذا الكون الفسيح … حتى اهتدى إلى وسائل تكبر الصور وتقرب المسافات … فكان لا بد أخيرا من صناعة التلسكوب .
وإن العالم المسلم (ابن الهيثم) هو أول من تحدث عن كيفية إبصار الأشياء وهو من اخترع الكمرة للتصوير والكمرة أخذت من (القُمرة) وهي الغرفة المعتمة التي استخدمها ابن الهيثم للتصوير ، وبين ابن الهيثم أن الرؤيا تتم بسبب مقدار الضوء المنعكس أو الصادر من الأشياء على العين ، وعلى هذه النظرية بنى العلماء فكرة اختراع جهاز يقوم باستقطاب مقدار أكبر من الضوء الصادر من النجوم البعيدة أو المنعكسة من الكواكب السابحة في هذا الكون … فكان جهازا سموه (التلسكوب) .
هذا وكان أول من اخترع آلة الرصد الفلكي هو العالم المسلم أبو حامد الاسطرلابي وكان ذلك سنة 990هـ .
ويعمل التلسكوب من خلال عدسات محدبة تقوم بتركيز مقدار الضوء المستقطب من الأجسام البعيدة وتجمعها في نقطة حادة ومضيئة تمكن الإنسان من مشاهدة تلك الأجسام حتى تبدو كأنها قريبة حيث تعمل أجهزة التكبير في التلسكوب على تقريب الصور للعين المجردة .
فالتلسكوب هو عبارة عن (ناظور) مطوّر جداً ، يوضع في أماكن مرتفعة وبعيدة عن المؤثرات الجانبية مثل الضجيج والمشوشات الضوئية أو الملوثات … لا بل إن الإنسان أخيرا تمكن من وضع تلسكوبات تدور حول الأرض من خارج غلافها الجوي لتبدو الصور أكثر وضوحاً